عالمة ذرة مصرية اغتالها جهاز الموساد الإسرائيلي ليقطع أملها في امتلاك مصر لسلاح نووي بهدف إرساء السلام في المنطقة العربية دون إملاءات من الغرب.. إنها العالمة سميرة موسى.
أسست سميرة موسى هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلى سيطرتها على الأراضى العربية فى فلسطين، وعقدت مؤتمر شارك فيه كبار علماء الذرة فى العالم آنذاك، تحت عنوان “الذرة من أجل السلام”.
وإلى جانب هدفها الرئيسي في إقامة هيئة الطاقة الذرية، فقد سعت لاستخدام الذرة في المجالات الطبية مثل علاج السرطان والعديد من الأمراض المستعصية.
ولدت في ٣ مارس ١٩١٧، بقرية سنبو الكبرى بمركز زفتى بمحافظة الغربية، درست في مدرسة قريتها حتى انتقلت عائلتها إلى القاهرة، واستقرت في حي الجمالية، والتحقت بمدرسة قصر الشوق الابتدائية، ثم مدرسة الأشراف الثانوية، وتتلمذت على يد الرائدة النسائية التي أثرت كثيراً فى مسيرة تحرير المرأة المصرية، وأشهر المناضلات ضد الاستعمار، السيدة نبوية موسى.
شبت سميرة موسى متمسكة بكرامتها، لا تلهث وراء الأغراض الشخصية، وأظهرت عبقرية علمية جعلتها في المقدمة، وحصدت العديد من الجوائز.
أصرت على الالتحاق بكلية العلوم، فتبناها علمياً الدكتور علي مصطفى مشرفة، وشجعها حتى حصلت على درجة البكالريوس، بدرجة الأولى على دفعتها، لتصبح معيدة بكلية العلوم، وحصلت على درجة الماجستير عن موضوع التأثير الحرارى للغازات، ودرجة الدكتوراة عن تأثير الآشعة السينية على المواد المختلفة، وسافرت إلى بريطانيا لدراسة الإشعاع النووي.
وفي تلك الأثناء كان العالم يجتاز مرحلة الحرب العالمية الثانية العصيبة، وعقب تدمير هيروشيما ونجازاكى بقنابل نونوية أمريكية، وبداية تأسيس جامعة الدول العربية٫
فولد حلم سميرة موسى، بامتلاك المنطقة العربية سلاحاً نووياً، يحميها من الاحتلال والاستعمار الذى لا يؤمن إلا بقوة السلاح، وتوصلت لمعادلة تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس لصناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع.
وبسبب أبحاثها العلمية، أصبحت على رأس قائمة العقول العربية، واستجابت لدعوة سفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1952، حيث أتيحت لها الفرصة لإجراء أبحاث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقت عروضاً للبقاء هناك لكنها رفضت.
وقبل موعد عودتها بيوم استجابت لدعوة زيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا، وفى أثناء عودتها وبين الوديان السحيقة لصحراء كاليفورنيا، كان قرار الموساد بالتخلص منها قد صدر.
فانحدرت السيارة بسرعة جنونية، بتدبير من السائق الهندي، الذي قفز قبل سقوط السيارة ثم اختفى تماماً بعد ذلك، لتهوى بالعالمة سميرة موسى فى عمق منحدر جبلي لتموت قبل أن تحقق طموحها في تحقيق العزة لمصر والعرب.